كَانَ العَمُّ أحمدُ وزوجتُه وابنُهما هشامٌ يزورون أُسْرَةَ مُنَى في أوَّل أيَّامِ العيد.. فجأةً؛ أخرج هشــامٌ من جَـيْبَهِ خمسةَ جنيهاتٍ وقال لِمُنَى: خُذِي عِيدِيَّتَكِ..
رفضتْ مُنَى بشدَّةٍ أن تأخذَ العيديَّةَ، ولكنَّ الأبَ قال: خُذِي من ابنِ عَمِّكِ العيديَّةَ.
وقال العمُّ: هشامٌ أكبَرُ منكِ والكبارُ يُعطون للصِّغار عيديَّاتٍ.
تفكَّرتْ مُنَى قليلاً وفي النهايةِ اقتنعتْ أنْ تأخذَ عيديَّةَ ابنِ عمِّها.
بعد قليلٍ، استأذن العمُّ ليزورَ باقيَ الأقاربِ والأصدقاءِ، وجلستْ مُنَى في غرفتِها تُفَكِّــــرُ وتقول وأنا أيضًا كبرتُ، وأبي سُيعطيني عيديَّةً كبيرةً كما وعدني، وكُلُّ مَنْ يأتي عندنا يُعطيني نقودًا كثيرةً ويأتي إلَيَّ بهدايا، فلماذا لا أُعْطِي الصِّغارَ من أقاربي عيديَّاتٍ؟
بعدَ قليلٍ؛ أتتْ أمُّ عبير ومعها ابنتُها ليزورَا مُنَى وأسرتَهَا.. نظرتْ مُنى إلى عبير وقالتْ في نفسها: هذه أمُّ عبير الَّتي تُحِبُّني جدًّا وتساعدُ أمِّي في أعمالِ المنزلِ؛ وعبيرُ أصغرُ مِنِّي؛ فلماذا لا أُعطيها عيديَّةً من هذه النُّقودِ الَّتي معي؟
أخرجتْ مُنَى من حقيبتها عشرةَ جنيهات جديدةً، وقالتْ لعبير وهي تبتسمُ: خُذِي عِيدِيَّتَكِ يا عبير؛ كلُّ سنةٍ وأنتِ طَيِّبَةٌ.
لم تكنْ عبيرُ راغبةً في أنْ تأخذَ العيديَّةَ ولكنَّ أبا مُنَى وأمَّ مُنَى، و كذلك أمُّ عبير أقنعوها بأن تأخُذَ عيديَّتَها من مُنَى؛ لأنَّها أكبرُ منها؛ فأخذتْهَا وهي تضحكُ.
انسلَّتْ مُنَى من حجرةِ الاستقبالِ ثم ذهبتْ إلى حُجْرَتِهَا ووقفتْ أمامَ المرآةِ تضحــكُ لنفسِهـا وتقول: أنا الآنَ صِرْتُ كبيرةً فعلاً..